شاهد “اليوم” تغطي الاستعدادات النهائية لانطلاق مترو الرياض

تُشرق شمسُ غدٍ الأحد على العاصمة الرياض معلنةً بدءَ مرحلةٍ جديدةٍ من التطور والازدهار، بانطلاقِ قطار الرياض الكهربائي ”مترو الرياض“، أحدُ أهمِّ ثمارِ الدعمِ اللامحدودِ من لدنِ قيادتنا الرشيدة – أيدها الله -.

ويُمثّل ”مترو الرياض“ جزءًا رئيسًا من مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام، الذي يَشملُ شبكةً مُتكاملةً من القطارات والحافلات، تغطي ستةَ خطوطٍ رئيسةٍ تمتدُّ على مسافةِ 176 كيلومترًا، وتَربطُ بين مُختلفِ أحياءِ العاصمةِ بسرعةٍ تصلُ إلى 80 كيلومترًا في الساعة.

ويضمُّ المشروعُ 85 محطةً، منها 8 محطاتٍ رئيسةٍ تُشكّلُ نقاطَ التقاءٍ بين الخطوطِ الستة، وقد بلغت تكلفةُ إنشائه 22,5 مليار دولار.

وكان خادمُ الحرمين الشريفين الملكُ سلمانُ بنُ عبد العزيز – حفظه الله – قد افتتحَ المشروعَ رسميًا يومَ الأربعاءِ الماضي، إيذانًا ببدءِ مترو الرياض مرحلةته الأولى من التشغيلِ التي تشملُ ثلاثةَ خطوطٍ رئيسةٍ هي:

يَمتدُّ شمالًا وجنوبًا على طولِ شارعي العليا والبطحاء، بطولِ 38 كيلومترًا، ويضمُّ 22 محطة.

يَربطُ مطارَ الملكِ خالد الدولي بمركزِ الملكِ عبد الله المالي، بطولِ 29,6 كيلومترًا، ويضمُّ 8 محطات.

يَتبعُ نصفَ حلقةٍ تبدأُ من مركزِ الملكِ عبد الله المالي، وتَمرُّ بجامعةِ الإمام محمد بن سعود، وتَنتهي عندَ طريقِ الأميرِ سعد بن عبد الرحمن الأول، بطولِ 29,9 كيلومترًا، ويضمُّ 8 محطات.

رصدت ”اليوم“ الاستعداداتِ النهائيةَ لانطلاقِ ”مترو الرياض“، حيث أكدَ المهندسُ سعودُ بنُ مشعل، مديرُ مشروعٍ في قطارِ الرياض، جاهزيةَ كافةِ المحطاتِ والقطاراتِ لاستقبالِ الركابِ غدًا، مُشيرًا إلى اكتمالِ كافةِ الترتيباتِ التقنيةِ والبشريةِ لضمانِ انطلاقةٍ سلسةٍ تُحقّقُ الراحةَ للمُستخدمين.

وأشار إلى أن المسار الرابع يربط بين مركز الملك عبدالله المالي ومطار الملك خالد بالرياض مروراً بجامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، لذلك يتوقع أن يكون معظم قاصدي هذا المسار من الطلاب من الطلاب والمسافرين مما يوفر عليهم الوقت والجهد للحاق بمحاضراتهم أو رحلاتهم السفرية من اختصار عامل الزمن الذي كانت تستهلكه حالة الزحام التي تشهدها طرقات الرياض في معظم فترات اليوم.

ولفت إلى أنه تم تصميم عناصر المشروع كافة وفق مواصفات تقنية وتصميمية عالية، من أبرزها استخدام نظام القطارات الآلي «ذاتي القيادة» حيث يتم التحكم فيها من خلال ”مركز التحكم والتشغيل بنظام النقل العام بمدينة الرياض“، مع اختيار أحدث المواصفات والتقنيات لعربات القطار الكهربائي في العالم، والتي تتيح فصل العربات من الداخل، وتخصيص فئة خاصة للعائلات، إضافة إلى تزويدها بخدمات الاتصال وتبادل المعلومات للركاب حيث تم تزويد جميع محطات القطارات بخدمة الأنترنت والواي فاي.

وأضاف بأنه تم ضمن المشروع، إنشاء مراكز ومحطات للصيانة تتضمن ورش ومستودعات للقيام بأعمال الصيانة الدورية، ومكاتب ومرافق خاصة بالموظفين والعمال المسؤولين عن تشغيل وصيانة المشروع.

كما تضمن المشروع مراكز متطورة للتحكم والتشغيل لإدارة حركة القطارات والتحكم بها، ومراقبة كافة عناصر النظام من محطات ومسارات ومرافق ونظم،

ولكون القطار تجربة تنفذ للمرة الأولى بالعاصمة الرياض يتوقع المهندس مشعل آل سعود من سكان الرياض الحماس ومواكبة هذا الحدث الحضاري، مؤكداً ترحيبه وجميع العاملين بقطار الرياض بالمستخدمين في كافة محطات المشروع معرباً عن تطلعه لمستقبل أكثر تطوراً واستدامة في هذا المجال.

من جهته، أكدَ المهندسُ سلمانُ الشهراني، مديرُ مشروعٍ بقطارِ الرياض، أنَّ ”مترو الرياض“ سيُقدّمُ تجربةَ تنقلٍ سلسةٍ دونَ انتظارٍ طويل، حيثُ لنْ تَتعدّى فترةُ الانتظارِ 7 دقائق، مُشيرًا إلى إجراءِ تجاربَ تشغيليةٍ ناجحةٍ خلالَ السنواتِ الماضيةِ لضمانِ كفاءةِ التشغيل.

ورافقت ”اليوم“ المهندسَ الشهراني في رحلةٍ تجريبيةٍ على متنِ أحدِ قطاراتِ ”مترو الرياض“، انطلاقًا من محطةِ مركزِ الملكِ عبد الله المالي، مرورًا بمحطتي ”سابك“ وجامعةِ الأميرةِ نورة بنت عبد الرحمن، وصولًا إلى محطةِ مطارِ الملكِ خالد الدولي.

وأكد أن هناك جاهزية بشكل عام في جميع محطات ومرافق المشروع لاستقبال وخدمة كافة الأعداد والحشود المتوقعة في اليوم الأول للتشغيل، منوهاً أن المحطات الرئيسية والفرعية مزودة بخدمات الإرشاد لمساعدة المستخدمين في الوصول السريع والسلس لرصيف القطار، مع بيان اتجاهات المسارات سواء كانت «شرق/ غرب» أو «شمال/ جنوب».

وبيّن المهندس الشهراني أن هذه المحطة تعد من المحطات البارزة والرئيسية في مشروع قطار الرياض، حيث تربط بين المسارين الأصفر والبنفسجي وترتبط ارتباطاً مباشراً بشبكة حافلات الرياض. كما تتميز المحطة بتصميمها العصري الأنيق، والذي ينسجم مع الهوية البصرية لقطار الرياض، لتوفير تجربة مريحة وفعالة للمستخدمين. ولفت أن هذه المحطة تضم «3» مسارات من مجموع «6» مسارات للمشروع.

المشروع يشمل تنفيذ ستة خطوط للسكك الحديدية تمتد 176 كيلومترًا وتعمل عليها قطارات كهربائية بدون سائقين، إضافة إلى أن 40% من خط سير القطار سيكون من تحت الأرض مما يسمح باستمرار حركة المواصلات بشكلها الطبيعي.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية 1,16 مليون راكب يوميًا في بداية افتتاح المشروع، ويُتوقع أن تبلغ 3,6 ملايين راكب يوميًا في عام 2035م.

يُتوقّعُ أنْ يُسهمَ ”مترو الرياض“ في خفضِ عددِ السياراتِ على الطرقِ بمقدارِ مليونيْ رحلةٍ يوميًا، وتوفيرِ ما يُعادلُ 400 ألف لترٍ من الوقودِ يوميًا، بالإضافةِ إلى خفضِ انبعاثاتِ الكربونِ بمقدارِ 400 ألف طنٍّ سنويًا.

يُعدُّ ”مترو الرياض“ ثمرةً من ثمارِ الرؤيةِ الثاقبةِ لخادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدِ العزيز – أيده الله – عندما كانَ رئيسًا للهيئةِ العليا لتطويرِ مدينةِ الرياض، والتي تَهدفُ إلى توفيرِ نظامِ نقلٍ عامٍّ مُستدامٍ يُلبّي احتياجاتِ العاصمةِ المتنامية.

حظيَ افتتاحُ ”مترو الرياض“ بتفاعلٍ إعلاميٍّ كبيرٍ على المُستوى المحلي والإقليمي والدولي، مما يُؤكّدُ ريادةَ المملكةِ في مجالِ النقلِ المُستدام، والتزامَها بخدمةِ الإنسانِ ورفاهيته.