Russian Chess Legend Spassky Passes Away

في تصريحٍ له يوم الخميس، أعلن إميل سوتوفسكي، المدير العام للاتحاد الدولي للشطرنج، عن وفاة أسطورة الشطرنج الروسي، بوريس سباسكي، عن عمر يناهز 88 عامًا. يُعد سباسكي أحد أبرز لاعبي الشطرنج في التاريخ، حيث حصل على الجنسية الفرنسية في عام 1978، وكان عاشر لاعب يتوج بلقب بطولة العالم للشطرنج، حيث احتفظ باللقب من عام 1969 حتى 1972. شهدت مسيرته العديد من اللحظات التاريخية، وخصوصًا عندما خسر لقب البطولة أمام الأمريكي بوبي فيشر في مواجهة وصفت فيما بعد بـ”مباراة القرن”، والتي جرت في ريكيافيك عام 1972، خلال أوج الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا.
كما صرح أندري فيلاتوف، رئيس الاتحاد الروسي للشطرنج، لوكالة “تاس” الروسية، قائلًا: “لقد فقدنا شخصية عظيمة، فقد درسنا جميعًا أسلوب لعبه على مر الأجيال. إنها خسارة كبيرة للبلد”.
سباسكي لا يُعرف فقط بلقب بطل العالم، بل كان لديه أيضًا إنجازات بارزة في البطولات السوفياتية، حيث أحرز اللقب مرتين في عامي 1961 و1973. كما كان مرشحًا لنيل لقب بطولة العالم في سبع مناسبات، ولم تُسجل له أي انتصارات في مباريات كسر التعادل عامي 1956 و1963.
بعد هزيمته أمام فيشر، تراجع سباسكي تحديدًا عن الأضواء. انتقل إلى فرنسا في عام 1976 بعد أن تزوج من امرأة فرنسية ذات أصول روسية، مما أسفر عن حصوله على الجنسية الفرنسية بعدها بسنتين. عاش سنوات من الغياب عن الساحة حتى عام 1992، حين أُقيمت مباراة غير رسمية للعودة ضد فيشر في يوغوسلافيا، والتي انتهت أيضًا بخسارته.
شهدت السنوات الأخيرة من حياة سباسكي العديد من التحديات الشخصية؛ فقد اشتبك في صراع عائلي غامض وأعاد التواصل مع روسيا وسط ظروف اجتماعية متوترة. كما تعرض لجلطتين دماغيتين في عامي 2006 و2010، أدتا إلى تأثيرات سلبية على صحته.
في عام 2012، اختفى سباسكي بعدها بعامين من منزله في فرنسا، وتفاجأ الكثيرون عند ظهوره عبر شاشة التلفزيون الروسي، حيث بدا عائدًا إلى بلاده كشيخ ضعيف ذو شعر أبيض وملامح مشوّهة.
تُعد وفاة سباسكي نقطة فارقة في تاريخ الشطرنج، إذ يُعتبر نموذجًا لما يمكن أن يصل إليه الرياضيون من أداء متميز، وكيف يمكن لخصوصيات الحياة الشخصية أن تؤثر على مسيرتهم. إن إرثه في عالم الشطرنج لا يزال حيًا في عقول اللاعبين الناشئين وهواة اللعبة، حيث يكمن إلهامهم في أسلوب لعبه القوي واستراتيجياته المبتكرة.
علاوة على ذلك، يعكس موت سباسكي التطور الذي شهده عالم الشطرنج، حيث يتذكره المحبون من جميع أنحاء العالم، سيما أن أسلوبه وذكاءه الفائق قد أظهر للعالم جماليات اللعبة. ستبقى ذكرة سباسكي محفورة في تاريخ الشطرنج، وهو نموذج يحتذى به للأجيال القادمة من اللاعبين.