نصيحة رمضانية: المسواك عبادة ونظافة، كلام طبيب الأسنان في مقابلة فيديو مع “اليوم”

المسواك هو وسيلة قديمة للعناية بصحة الفم، وقد استخدم منذ القرون البعيدة لتنظيف الأسنان واللثة. يحظى بمكانة خاصة في الإسلام كسنة نبوية مهمة. في شهر رمضان، الاهتمام بنظافة الفم ضروري بسبب ساعات الصيام الطويلة التي تسبب جفاف وتراكم بكتيريا. العناية بصحة الفم خلال الصيام مهمة، وينبغي استخدام المسواك مع معجون الأسنان لتنظيف عميق والوقاية من التسوس. المسواك يقلل من تراكم البكتيريا وتحفز اللعاب، لكنه لا يحتوي على الفلورايد اللازم لتقوية الأسنان كمعجون الأسنان.
نصيحة رمضانية: طبيب أسنان يشرح أهمية المسواك للنظافة الفموية في شهر رمضان
يُعد المسواك من أقدم وسائل العناية بصحة الفم، حيث استخدمه الإنسان منذ قرون طويلة كوسيلة طبيعية لتنظيف الأسنان واللثة، وحظي بمكانة خاصة في الإسلام باعتباره سنة نبوية مؤكدة.
وقد أوصى به النبي ﷺ لما له من فوائد صحية عديدة، حيث قال: “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة”.
ومع دخول شهر رمضان المبارك، يصبح الاهتمام بنظافة الفم أمرًا ضروريًا، نظرًا لساعات الصيام الطويلة التي قد تؤدي إلى جفاف الفم وتراكم البكتيريا، مما قد يسبب رائحة غير مستحبة.
عناية ضرورية
أكد الدكتور عبدالرحمن بن دحام السفان، أخصائي وأستاذ مشارك في صحة أسنان المجتمع، أن العناية بصحة الفم خلال شهر رمضان ضرورية للحفاظ على صحة الأسنان واللثة، خاصة أن الامتناع عن تناول الطعام والشراب لساعات طويلة يؤدي إلى جفاف الفم، مما يخلق بيئة مثالية لنمو البكتيريا المسببة لرائحة الفم غير المستحبة.
ويضيف أن المسواك يعد خيارًا ممتازًا للصائمين لما يتمتع به من خصائص طبيعية تساعد في تنظيف الأسنان وتقليل تراكم البكتيريا، لكنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن معجون الأسنان والفرشاة، لأنهما يوفران تنظيفًا أعمق ويصلان إلى جميع مناطق الفم، بما في ذلك الأضراس الخلفية التي قد لا يتمكن المسواك من تنظيفها جيدًا.
تركيبة طبيعية
أشار السفان إلى أن المسواك يتميز بتركيبته الطبيعية التي تحتوي على مواد مضادة للبكتيريا تساعد في تقليل نمو الجراثيم داخل الفم.
كما أن أليافه الدقيقة تعمل كمقشر طبيعي يزيل بقايا الطعام والبلاك من سطح الأسنان، مما يقلل من خطر الإصابة بتسوس الأسنان. بالإضافة إلى ذلك، يساعد المسواك في تحفيز إفراز اللعاب، مما يساهم في تقليل جفاف الفم الذي قد يسببه الصيام، كما أنه يمنح الفم انتعاشًا طبيعيًا دون الحاجة إلى استخدام الماء أو معجون الأسنان.
وعلى الرغم من هذه الفوائد، إلا أن المسواك لا يحتوي على الفلورايد، وهو العنصر الأساسي في معجون الأسنان الذي يعمل على تقوية مينا الأسنان وحمايتها من التسوس. كما أن تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون يضمن إزالة الجير والبلاك بشكل أكثر فعالية، مما يجعل الاعتماد على المسواك وحده غير كافٍ للحصول على نظافة فموية متكاملة.
أكثر فاعلية
أوضح السفان أن استخدام المسواك يكون أكثر فاعلية في أوقات معينة خلال اليوم، حيث يُفضل استخدامه بعد السحور لضمان بداية اليوم بفم نظيف، وبعد الإفطار وبعد تناول الطعام للحفاظ على صحة الأسنان ومنع تراكم البكتيريا، وكذلك بعد كل صلاة اتباعًا للسنة النبوية، مما يساعد في المحافظة على نظافة الفم بشكل مستمر.
وأشار الدكتور السفان إلى أن معجون الأسنان يحتوي على الفلورايد بتركيز عالٍ، وهو عنصر ضروري لحماية الأسنان من التسوس وتقويتها، في حين أن المسواك لا يوفر هذه الحماية بالدرجة نفسها.
وتابع أن تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون أكثر شمولًا، حيث يصل إلى المناطق التي قد يعجز المسواك عن تنظيفها بشكل جيد، مثل الأضراس الخلفية والزوايا الضيقة بين الأسنان. بالإضافة إلى ذلك، فإن إزالة الجير والبلاك تحتاج إلى تنظيف أعمق لا يمكن تحقيقه بالمسواك وحده، وهو ما توفره الفرشاة والمعجون بفضل تركيبتها الفعالة التي تساعد في تفتيت الرواسب المتراكمة على الأسنان واللثة.
أفضل عناية
لتحقيق أفضل عناية فموية خلال شهر رمضان، يوصي الدكتور السفان باستخدام المسواك خلال ساعات الصيام للحفاظ على نظافة الفم وانتعاشه، مع الحرص على تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون بعد السحور وقبل النوم لضمان إزالة الجير والبكتيريا بشكل كامل.
كما ينصح باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد لتعزيز صحة الأسنان وحمايتها من التسوس، وعدم إهمال تنظيف اللسان، حيث يمكن أن يكون أحد الأسباب الرئيسية لرائحة الفم غير المستحبة.
عادة صحية وسنة نبوية
أكد الدكتور السفان على أن المسواك ليس مجرد عادة صحية، بل هو سنة نبوية مؤكدة تساهم في الحفاظ على انتعاش الفم ونظافة الأسنان خلال ساعات الصيام. لكنه لا يغني عن معجون الأسنان والفرشاة، بل يجب أن يكون جزءًا من روتين متكامل للعناية بالفم، يضمن تنظيف الأسنان بعمق، والوقاية من التسوس، والتمتع بنفس منعش طوال الشهر الكريم.
لذا، فإن اتباع هذا الروتين المتكامل لا يساعد فقط في العناية بصحة الفم، بل يعزز أيضًا الشعور بالراحة والثقة أثناء الصيام، مما يجعل رمضان أكثر صحة وانتعاشًا.