خبير تربوي يقول في مقابلة مع “اليوم”: الإجازة ليست فرصة للفراغ بل ضرورة نفسية واجتماعية للطلاب
أكد الخبير العلاقات الإنسانية والتربوية، د. عبدالعزيز آل حسن، أهمية الإجازة للطلاب والطالبات من الناحية النفسية والاجتماعية. يشير إلى أن الإجازة تساهم في تجديد النشاط والشغف نحو التعلم وتعزيز الروابط الاجتماعية. الإجازة تُعتبر فرصة للتطوير الذاتي واستثمار الوقت في أنشطة مفيدة. تسمح للطلاب باستعادة الشغف للتعلم وقضاء وقت ثمين مع العائلة والأصدقاء لتعزيز الروابط الاجتماعية. الإجازة تساعد الطلاب في تحقيق التوازن بين الراحة والتطوير الشخصي وتعزز الصحة النفسية. أولياء الأمور لهم دور مهم في توجيه أبنائهم للاستفادة القصوى من الإجازة وتحفيزهم على خوض تجارب جديدة وتطوير مهاراتهم.
خبير تربوي: الإجازة ضرورة نفسية واجتماعية للطلاب وليست وقت فراغ – “اليوم”
وأوضح ” آل حسن ” في حوار خاص لـ”اليوم” أن الإجازة تُعد فرصة مثالية للتطوير الذاتي، وتعزيز الروابط الاجتماعية، واستثمار الوقت في أنشطة مفيدة ،، والى الحوار ..
ما أهمية الإجازة بالنسبة للطلاب والطالبات من الجانب الاجتماعي والنفسي؟
الإجازة ليست مجرد وقت فراغ؛ بل هي ضرورة نفسية واجتماعية تسهم في تعزيز التوازن النفسي للطلاب والطالبات.
من الناحية النفسية، تمنحهم فرصة للخروج من الروتين الدراسي المتكرر الذي قد يسبب الإجهاد والملل.
خلال هذه الفترة، يستطيع الطلاب إعادة شحن طاقاتهم واستعادة الشغف للتعلم.
أما اجتماعيًا، فهي تمنحهم وقتًا أكبر لقضاء لحظات ثمينة مع أسرهم وأصدقائهم، مما يعزز الروابط العائلية والاجتماعية التي قد تكون تأثرت بسبب ضغوط الدراسة.
كما أن الإجازة تُعتبر مساحة لتطوير الذات، حيث يمكن للطلاب تخصيص وقت لتعلم أشياء جديدة، سواء كانت مهارات فنية أو هوايات شخصية.
كيفية الاستفادة من الإجازة
الاستفادة القصوى تبدأ بالتخطيط الجيد للإجازة، وأنصح الطلاب بإنشاء جدول يومي يتضمن مزيجًا من الراحة والتعلم والترفيه. على سبيل المثال، ويمكن تخصيص الصباح لممارسة الرياضة أو حضور دورات تدريبية، مثل دورات تعلم اللغات أو البرمجة، أما فترة الظهيرة، فقد تكون مناسبة للتواصل الاجتماعي أو القراءة.
بالإضافة إلى ذلك، يُفضل استغلال جزء من الإجازة في الأنشطة التطوعية التي تنمي حس المسؤولية. على سبيل المثال، يمكن للطلاب المشاركة في حملات مجتمعية أو زيارة مراكز الأطفال والأيتام.
هذه التجارب تُعزز لديهم قيم العطاء والتواصل الإيجابي مع المجتمع.
ما دور الإجازة في تعزيز الشغف نحو التعلم؟
الشغف بالتعلم لا يأتي فقط من الجهد الأكاديمي، بل من الراحة والإلهام الذي يمكن أن توفره الإجازة. الطلاب الذين يمارسون أنشطة يحبونها خلال الإجازة، مثل السفر أو تجربة هوايات جديدة، يعودون إلى الدراسة بطاقة إيجابية.
على سبيل المثال، يمكن أن تكون زيارة مكتبة عامة أو متحف تجربة غنية تُلهم الطلاب لاستكشاف جوانب جديدة من المعرفة. كما أن اكتسابهم لمهارات عملية خلال الإجازة، مثل الطهي أو الحرف اليدوية، يعزز شعورهم بالإنجاز ويجعلهم أكثر استعدادًا لاستئناف دراستهم بروح متجددة.
ما هي التأثيرات الاجتماعية للإجازة على الطلاب؟
من الناحية الاجتماعية، الإجازة فرصة ذهبية للطلاب لتعزيز تواصلهم مع أسرهم وأصدقائهم.
كثيرًا ما يشكو الأهالي من قلة الوقت الذي يقضونه مع أبنائهم خلال العام الدراسي. الإجازة تمنحهم فرصة لتعويض هذا الوقت من خلال تنظيم أنشطة عائلية مشتركة، مثل الرحلات أو الأنشطة الرياضية.
أيضًا، الإجازة تُساعد الطلاب على بناء شبكات اجتماعية جديدة، خاصة إذا شاركوا في أنشطة جماعية، مثل الأندية الصيفية أو الملتقيات الشبابية. هذه التجارب تُعزز مهارات التواصل والعمل الجماعي لديهم، وهي مهارات أساسية للحياة.
تحقيق معادلة الراحة والتطوير
تحقيق التوازن يتطلب من الطلاب إدارة وقتهم بحكمة. من الضروري أن يدركوا أن الإجازة ليست مجرد وقت للراحة فقط، بل فرصة للنمو والتطوير. على سبيل المثال، يمكن تخصيص جزء من اليوم للراحة والاسترخاء، مثل مشاهدة فيلم أو ممارسة هواية، وجزء آخر للأنشطة التي تعود بالنفع عليهم، مثل الدراسة الخفيفة أو حضور ورش عمل.
كما يمكن أن يكون السفر أحد أساليب تحقيق هذا التوازن، حيث يُمكن للطلاب الاستمتاع بالراحة واستكشاف ثقافات جديدة في الوقت ذاته. السفر يُعتبر تجربة تعليمية غنية تفتح آفاقهم على عوالم جديدة.
التدريب وبناء الشخصية
ماذا عن أهمية الدورات التدريبية خلال الإجازة؟
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للدورات أن تكون وسيلة للتواصل مع خبراء ومتخصصين في مجالات مختلفة، مما يتيح للطلاب فرصة لبناء علاقات مهنية مبكرة.
ولا يقتصر الأمر على المهارات الأكاديمية؛ فهناك دورات في تطوير الذات، مثل إدارة الوقت والتفكير الإبداعي، التي تعزز من ثقة الطالب بنفسه وتمنحه أدوات لتحقيق النجاح.
كيف يمكن للإجازة أن تساهم في بناء شخصية الطلاب؟
الإجازة تمنح الطلاب مساحة للتأمل في أنفسهم وتحديد أولوياتهم، والأنشطة التي يمارسونها خلال الإجازة، مثل العمل التطوعي أو حضور الفعاليات الثقافية، تساعدهم على فهم أعمق لذواتهم وتطوير هويتهم الشخصية.
على سبيل المثال، إذا شارك الطالب في مبادرة لتنظيف الشواطئ، فإنه لا يكتسب فقط حس المسؤولية تجاه البيئة، بل يطور أيضًا مهارات العمل الجماعي والتفكير المنظم.
الإجازة تُعد مختبرًا حقيقيًا لبناء الشخصية من خلال التجارب الواقعية.
الصحة النفسية للطلاب
الصحة النفسية للطلاب ترتبط ارتباطًا وثيقًا بكيفية قضاء وقت الإجازة. والابتعاد عن ضغط الواجبات المدرسية يمنحهم فرصة للاسترخاء وتجديد طاقتهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأنشطة مثل التأمل أو ممارسة الرياضة أن تساعد في تخفيف التوتر وتحسين المزاج.
ومن المهم أن يخصص الطلاب وقتًا لأنفسهم لممارسة أنشطة ترفيهية يحبونها، سواء كانت ألعاب الفيديو، القراءة، أو حتى المشي في الطبيعة. هذه الأنشطة تعمل كمنفذ لتفريغ الضغوط وتحقيق السلام الداخلي.
دور أولياء الأمور
دور أولياء الأمور في توجيه أبنائهم خلال الإجازة لا يقل أهمية عن دورهم أثناء العام الدراسي.
أنصحهم بالتحدث مع أبنائهم عن اهتماماتهم وطموحاتهم، والعمل معهم على وضع خطة متوازنة تدمج بين التعلم والترفيه.
كما يمكن للأهالي أن يشاركوا أبناءهم في أنشطة مشتركة، مثل زيارة أماكن ثقافية أو المشاركة في الأنشطة الرياضية، مما يعزز الروابط الأسرية. ومن المهم أن يحرصوا على تشجيع أبنائهم على خوض تجارب جديدة وتنمية مهاراتهم، لأن الإجازة ليست مجرد وقت للراحة، بل فرصة لبناء مستقبل مشرق.